Forgot your password?
Sign Up
Safaa Mohamed
5 months ago
Follow
Become a Subscriber
Send tip
Gift a Frame
شغوفة بتأصيل الموروث الشعبى المصرى و ربطه بأصوله المصرية القديمة
Welcome to FANZATAK!
Sign up to make money and discover exlusively the contents of your favouret stars!
Suggested Creators
شكراً جزيلاً
Safaa Mohamed
Offline
Developer- @Safaa_Mohamed - 5 months ago
Copy Post URL
Open in a new tab
الأصل الأسطورى لطقسة الخِتان .


من هو أول من اختتن ؟
فى العالم القديم كانت الأسطورة هى محور حياة البشر .
كل ممارسات البشر و عاداتهم و تقاليدهم كانت عبارة عن صور مُكررة من أحداث وقعت فى سياق أساطير
الخلق . بعض التقاليد و الممارسات العتيقة نجحت فى الهروب من تأثير الزمن و استطاعت البقاء حيّة فى
وجدان الشعوب اللى مارستها لآلاف السنين .
من أشهر التقاليد اللى قاومت طوفان النسيان عادة خِتان الذكور , اللى كانت معروفة للمصريين القدماء من
فجر التاريخ . الجدير بالملاحظة هنا هو قوة التقاليد و قدرتها على تحدى الزمن , حتى بعد ما الناس نسيت
معناها الأصلى .
الشعب المصرى استمر فى ممارسة خِتان الذكور رغم نسيانه الأصل الأسطورى للطقسة و فقدانه القُدرة
على تذكر أول من قام بعملية الخِتان و المغزى الصوفى لإعادة تكرار العملية مع كل طفل ذكريوصل لسن
البلوغ .
تفاصيل أسطورة الخِتان مذكورة فى الفصل رقم 17 من كتاب الخروج للنهار , و ده من أهم فصول الكتاب
لأنه بيحتوى على التفسير الأسطورى لحاجات كتيرة منها ظواهر طبيعية و ممارسات شعبية .
من قراءة نصوص الفصل ده بنعرف إن "رع" هو أول من قام بعملية الخِتان و إنه أجرى العملية لنفسه ,
و إن قطرات الدماء اللى سالت من عضوه الذكرى اتحولت لقُدرات و صفات استثنائية بتلازمُه دايماً فى
طوافه الكونى و ارتحاله ما بين السماء (عالم الأحياء) و الـ "دوات" (العالم السفلى/عالم الموتى) , و هى
اللى بترشده و تحميه من الأخطار اللى ممكن يصادفها فى ظُلمات العالم السفلى .
القُدرات الإستثنائية لـ "رع" , و اللى انبثقت من جراحُه و ظهرت للوجود من رحِم الألم , بيُطلَق عليها فى
اللغة المصرية القديمة "حو" و "سِيا" .
"حو" هو القُدرة على الخلق بقوة الكلمة .
و "سِيا" هو المعرفة الكلية / كمال العلم / الذكاء الكونى .
يرتحل "رع" دوماً برفقة صفاته التى ترشده و تحميه و لا تنفصل عنه أبداً . و هى صفات أصيلة ؛ كانت
موجودة منذ الأزل , لكنها فى حالة خمول (غير مُفعَلَة) , ثم تجسدت من رحم الألم المصاحب لعملية
جراحية و من قطرات الدماء التى سالت من جسده .
الفن المصرى صوّر لنا "حو" و "سِيا" و هم بيرتحلوا مع رع فى قاربه السماوى (قارب الليل) , و مكانهم
فى القارب دايماً هو أقرب الأماكن لـ "رع" (على يمينه أو يساره) .
لما نتأمل معنى أسطورة الخِتان اللى وردت فى كتاب الخروج للنهار بنلاحظ إن العملية الجراحية اللى
أجراها رع لنفسه كانت فى العضو الذكرى تحديداً , مش فى أى عضو تانى .
من بين كل أعضاء الجسد تم اختيار العضو ده , لأنه عضو الخلق , زى ما قالت متون الأهرام لما وصفت
آتوم رع و هو بيخلق أول زوج من الـ "نِتِرو" (قُوَى الخلق) و هم "شو" و "تِفنوت" , من عضوه الذكرى .
من رحم الألم المُصاحب لعملية الختان خرجت للوجود قُدرات استثنائية كانت موجودة , لكنها كانت مُحتجبة
(لم يتم تفعيلها) .
العقل المصرى كان بيشوف فى كل طفل بيتولد صورة مكررة من "آتوم رع" (أو حورس) و بيتعامل مع
ميلاد كل طفل و كأنه صورة مُكررة (و مُصغَرَة) من خلق الكون .
الطفل لا يبقى طفلاً للأبد . فى مرحلة معينة من حياة الطفل فيه تغير هائل بيحصل له , و فجأة بتظهر عليه
أعراض و بتتجسد فيه صفات لم تكن ظاهرة للأعين , و هى صفات الرجولة .
هذه الصفات لم تأتِ من عدم . كل طفل ذكر بيتولد فى عالمنا بييجى و معاه صفات الرجولة , لكنها
تبقى مُحتجبة و لا يتم تفعيلها إلا فى سِن مُعين هو سِن البلوغ , و تحديداً 12 سنة (و هو عدد شمسى
بامتياز) , تمام زى رع ما كان عنده صفات كامنة , لم تتجسد إلا فى مرحلة لاحقة من قصة الخلق و تم
تفعيلها من خلال الألم .
عشان كده المصريين القدماء اختاروا السِن ده لإجراء عملية الختان للذكور و سجّلوا العمليات دى فى
مناظر على جدران المقابر و منها مقبرة "عَنخ ماحور" فى سقارة من عصر الأسرة السادسة (حوالى
2400 سنة قبل الميلاد) . و ده برضو متوسط سن الأطفال اللى كان بيتم إجراء الخِتان ليهم فى الموالد ,
و هى عادة استمرت لآلاف السنين . و لحد منتصف القرن العشرين الناس كانت متعودة تجمع الأطفال
الذكور اللى سنّهم قريب من سن البلوغ و تعمل لهم عملية الخِتان فى الموالد . فى الموروث الشعبى
المصرى العملية دى بيتقال عليها "الطهارة" , و المتطاهِر بيتعامل فيها معاملة المولولد ؛ بيرشوا له الملح
سَبَع مرات و يولّعوا له سَبَع شمعات , زى ما بتقول أغنية الليلة الكبيرة (يا أم المتطاهِر رُشِى
الملح سَبَع مرات . فى مقامه الطاهر خُشِى و إيدِى سَبَع شمعات) .
فى بحثنا عن مغزى الخِتان فى موروثنا الشعبى بيلفت انتباهنا كمان حاجة تانية فى غاية الأهمية , و هى
اختلاف اللسان المصرى عن اللسان العربى فى وصف العملية دى .
اللسان العربى بيسميها خِتان , أما اللسان المصرى فبيستخدم كلمة مختلفة تماماً , و هى الطهارة (الفعل
يطاهِر و الموصوف المِتطاهِر) .
يا ترى إيه دلالة الطهارة فى السياق ده و هل ممكن تساعدنا فى فهم معانى غامضة فى متون الأهرام ؟
ده اللى هنعرفه فى منشورات قادمة .

شكراً جزيلاً
Safaa Mohamed
Offline
Developer- @Safaa_Mohamed - 5 months ago
Copy Post URL
Open in a new tab
الأصل الأسطورى للعين المصابة فى التراث الشعبى . ليه بننفُخ فى العين المَطروفة ؟ الحضارة المصرية ليها حُراس , و حراسها هم الشعب اللى اتمسك بتقاليده و أعاد صياغتها و حوّلها لممارسات شعبية تبدو للوهلة الأولة ساذجة و سطحية , لكنها فى العمق شايلة جواها رموز "الصوفية المصرية" (الفلسفة الروحية المصرية) و هى الفِطرة اللى كان عليها أجدادنا من قديم الأزل . من العادات المنتشرة فى تراثنا الشعبى إننا لما نلاقى شخص عينه انطرفِت (يعنى دخل فيها تراب أو شعر أو قش أو أى شوائب اتسببت فى إلتهابها) نجيب منديل و نحُطُه فوق العين المُصابة و ننفُخ فيها لحد ما الإلتهاب يروح . أنا شخصيا جربت الحكاية دى أكتر من مرة و بالفعل الإلتهاب كان بيخف أثره لما حَد ينفخ فى العين اللى انطرفِت . و إحنا صغيرين كنا بنعمل الحكاية دى و إحنا ما نعرفش إن ليها أصل بيرجع للحضارة المصرية القديمة . فكرة علاج العين المَطروفة بالنفخ فيها وردت فى الفصل رقم 17 من كتاب الخروج للنهار , و اللى نصوصه بتقدم لنا التفسير الأسطورى لحاجات كتيرة موجودة فى تراثنا الشعبى . فى سياق الكلام عن شفاء العين تلاوات كتاب الخروج للنهار أشارت لأسطورة قديمة بتحكى عن مرض عين "رع" و شفاءها على إيد تحوت . إحنا طبعاً عارفين قصة إصابة عين حورس و شفاءها على إيد تحوت , لكن كتير مننا ما يعرفش إن عين "رع" هى كمان إنصابت و إن تحوت عالجها زى ما عالج عين حورس (ما هو تحوت ده تخصص علاج عيون ؛ حكيم عيون بقى ) . نصوص التلاوة ما قالتش تفاصيل الأسطورة لكن أشارت ليها باختصار و قالت أن عيون رع واحدة منهم مرضت و إن أختها (العين التانية) بكت عليها (لاحظ إن فكرة بكاء العين على أختها لسه موجودة فى المواويل الشعبية : على عينى بكت عينى) . و كالعادة ظهر حكيم العيون "تحوت" فى الوقت المناسب عشان يعالج العين اللى اتصابت . لكن تخيلوا المرة دى عالجها إزاى ؟ المرة دى تحوت نفخ فى العين المُصابة و نفخته كان فيها سِر الشفاء , لأنها نضّفت العين من الشوائب اللى اتسببت فى إلتهابها . الفكرة هنا بتدور حوالين فقدان موهبة الجلاء البصرى و استعادتها مرة أخرى , و تحوت هو القُدرة الإلهية اللى بترجّع البصيرة من تانى . العقل المصرى عشان يحافظ على الفكرة الصوفية دى دخّلها فى نسيج حياته اليومية و كان بيتعامل مع كل عين تنطرِف (يدخل فيها شوائب) باعتبارها عين "رع" اللى مرضت , و يقوم شخص قريب من المُصاب بتقمص دور تحوت و ينفخ فى العين المَطروفة . و فى أغلب الحالات المصاب بيشعر بتحسن بعدها و بيستعيد القُدرة على الرؤية بوضوح . فى أول تعليق هتلاقوا النَص اللى بيحكى عن أسطورة عين "رع" اللى انطرفِت و تحوت نفخ فيها .
شكراً جزيلاً
Safaa Mohamed
Offline
Developer- @Safaa_Mohamed - 5 months ago
Copy Post URL
Open in a new tab
الروح الحائرة . المصريين القدماء كانوا بيعتقدوا إن روح الإنسان أثناء النوم بترتحل للعالم الآخر , و هو نفس العالم اللى بتقصُده كل الأرواح بعد الموت . فى منامنا بنزور العالم الآخر زيارة خاطفة , و هناك أرواحنا بتنزل لينبوع الخلق , و هو "نون" (مياه الأزل) , عشان تجدد طاقتها , زى ما بيعمل رع كل ليلة . النوم ما هو إلا صورة مُصغَرة من الموت , و العكس صحيح . عشان كده الروح فى لحظة الموت ممكن تُصاب بالحيرة و يختلط عليها الأمر و تبقى مش عارفة إيه اللى حصل لها بالظبط و الحالة اللى هى فيها دى هل هى نوم و اللا موت ؟ الفن المصرى فيه مشاهد كتيرة بتصور الـ "بـا" (الروح) على هيئة طائر بيرفرف بجناحه فوق الجثمان و يتأمله و هو راقد بلا حراك . نظر الروح للجسد الراقد و مراقبته و هو هامد تماماً , لا بيتنفس و لا بيتقلب على جنبه اليمين أو الشمال , هى خطوة ضرورية لازم تقوم بيها الروح عشان تقدر تستوعب اللى حصل لها و تدرِك حدث الوفاة اللى وقع و تعرف إنها كيان مستقل عن الجسد المادى . كل المشاهد اللى ظهرت فى الفن المصرى و صوّرِت الحدث ده كانت بتصور الروح فى حالة صمت تام و تأمُل عميق غير مصحوب بأى حركة أو فعل أو اتصال بالجسد . لكن فى المشهد ده الفنان خرج عن المألوف و صوّر الـ "بـا" و هى بتمد إيديها للجسد و تقوم بنفس الحركة اللى بنعملها لما نيجى نصحِى شخص من النوم فنمِد إيدينا و نهزّه عشان يقوم من نومه . المشهد ده فيه جرعة عالية من المشاعر الإنسانية المتضارية : حيرة , تعلُق , حنين للحياة السابقة , فقدان الإتجاه , حزن . الروح هنا بيختلط عليها الأمر و بتمُر عليها لحظة بيتهيأ لها إنها مستغرقة فى نوم عميق و المفروض تصحَى من نومها و بتمد إيديها للجسد و تحاول تهزّه , زى ما بنعمِل لما نيجى نصحِى واحد نايم . لكن للأسف يبقى الجثمان هامداً بلا حراك و فى النهاية تدرِك الروح أنها ليست نائمة و أن ما حدث لها هو النوم الأكبر (الموت) . التمثال من عصر الدولة الحديثة و هو معروض فى المتحف المصرى فى القاهرة . بعدسة الفنانة سناء عباس .